اعرف


يخالف "عبد اللطيف" بحديثه تحذيرات منظمة الصحة العالمية من خطورة الإفراط في العمل على الصحة البدنية والنفسية، ونتائج دراسات علمية تؤكد أن هذه "النصيحة" لها آثار سلبية كبيرة على جودة الحياة والإنتاجية، وهو ما يرصده فريق #متصدقش في هذا التقرير.


نصائح وزير التعليم للشباب غير علمية | العمل 16 ساعة يوميًا يهدد الحياة ويُخفض الإنتاجية الاهتمام بالصحة يوفر نفقات الرعاية ويرفع عوائد الاقتصاد

Dec. 01, 2024 - تعليم
نصائح وزير التعليم للشباب غير علمية | العمل 16 ساعة يوميًا يهدد الحياة ويُخفض الإنتاجية  الاهتمام بالصحة يوفر نفقات الرعاية ويرفع عوائد الاقتصاد
وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف
نتيجة التحري

📌 "الخمس سنين الجايين دول، تشتغل 16 ساعة في اليوم قليل.. متخليش بالك من صحتك، خلي بالك من شغلك واجتهادك.. موت نفسك"، كانت هذه "النصيحة" التي وجهها وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف، لخريجي الدفعة الأولى من مدرسة ظُهر للتكنولوجيا التطبيقية بمحافظة بورسعيد، خلال حفل للاحتفاء بهم.

➖ يخالف "عبد اللطيف" بحديثه تحذيرات منظمة الصحة العالمية من خطورة الإفراط في العمل على الصحة البدنية والنفسية، ونتائج دراسات علمية تؤكد أن هذه "النصيحة" لها آثار سلبية كبيرة على جودة الحياة والإنتاجية، وهو ما يرصده فريق #متصدقش في هذا التقرير. ⬇️⬇️

⭕ الإفراط في العمل يؤدي للوفاة

◾ بينما يدعو وزير التعليم الشباب للعمل 96 ساعة أسبوعيًا، أي ضعف عدد ساعات العمل القانونية، كشف تقرير أصدرته منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، في 2021، أن أكثر من 745 ألف شخص فقدوا حياتهم عام 2016، بسبب الإفراط في العمل لأكثر من 55 ساعة أسبوعيًا (أي ما يعادل 11 ساعة يوميًا في 5 أيام عمل)، بزيادة قدرها 29% منذ عام 2000.

◾ أظهرت البيانات أنه في عام 2016، توفي 400 ألف شخص تقريبًا بسبب السكتة الدماغية، و347 ألف شخص بسبب أمراض القلب الناتجة عن ضغط العمل.

◾ وخلال الفترة من 2000-2016 ارتفع عدد الوفيات بسبب أمراض القلب المرتبطة بساعات العمل الطويلة بنسبة 42٪، وبسبب السكتة الدماغية بنسبة 19٪.

◾ بحسب التقرير، فإن العمل المفرط يسبب مشاكل صحية تبدأ بتأثيرات فورية مثل الإرهاق والتعب والتوتر واضطرابات النوم، بالإضافة إلى اعتماد أنماط حياة غير صحية.

◾ وبمرور الوقت، إذا أصبح هذا الضغط مزمنًا، فقد يؤدي إلى عدد من المشكلات الصحية والنفسية، مثل ارتفاع ضغط الدم، والصداع، والقلق، والاكتئاب، ومشاكل الجهاز الهضمي، وارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول، مما يؤثر على مستويات السكر في الدم، واضطرابات الجهاز المناعي، وأمراض القلب، والنوبات القلبية، والسكتة الدماغية. 

◾ ووفق دراسة نشرتها دورية The Lancet الشهيرة، في ديسمبر 2021، هناك ارتباط وثيق بين خطر الوفاة المبكرة بأمراض القلب والأوعية الدموية وساعات العمل الطويلة، ولوحظ أيضًا ارتباطات، وإن كانت ضعيفة، بمرض السكري واضطرابات الجهاز العضلي الهيكلي، والإصابات (مثل التواءات العضلات ..إلخ). 

⭕ الإنتاجية تتناقص بزيادة ساعات العمل

◾ تتأثر إنتاجية الأفراد بسبب العمل لساعات طويلة، بحسب تقارير منظمة العمل الدولية، حيث يؤدي هذا النمط إلى ضعف الأداء نتيجة الأمراض والإصابات المرتبطة بالعمل. 

◾ بحسب المنظمة، تُشير الدراسات في الاقتصاد الأمريكي إلى أن زيادة 10% في ساعات العمل الإضافية أدت في المتوسط ​​إلى انخفاض بنسبة 2.4% في معدلات الإنتاج لكل ساعة عمل.

◾ وفي 2017، نشر معهد اقتصاديات العمل الألماني Institute of Labor Economics دراسة لتحليل تأثير زيادة ساعات العمل على الإنتاجية، أظهرت زيادة ساعات العمل بنسبة 1% رفعت الإنتاجية بنسبة 0.9% فقط، مما يشير إلى تراجع الإنتاج مع زيادة الوقت بسبب الإرهاق.

◾ ووفق منظمة العمل، فإن تقليص ساعات العمل تزيد من الانتاجية لكل ساعة عمل، وقد اقترحت المنظمة على الشركات أن تقلل من ساعات العمل الطويلة بشكل مفرط عن طريق الحد من فترات الراحة غير المصرح بها أو المشاركة في الأنشطة الشخصية أثناء العمل. 

⭕ التكلفة الاقتصادية لعدم الاهتمام بالصحة

◾ بينما نصح وزير التعليم الشباب "متخليش بالك من صحتك، خلي بالك من شغلك واجتهادك"، فإن الإهمال الصحي يؤدي إلى زيادة احتمالية الاصابة بأمراض السمنة والقلب والسكري، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع النفقات الحكومية والشخصية للرعاية الصحية، وإلى التأثير على الاقتصاد.

◾ تُشير مراكز السيطرة والوقاية منها الأمريكية إن الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري من النوع الثاني، والتي ينتج كثير منها بسبب عدم الاهتمام بالصحة، لها تأثير مباشر على الإنتاجية والاقتصاد. 

◾ على سبيل المثال، تكلف أمراض القلب والأوعية الدموية نظام الرعاية الصحية الأمريكي حوالي 254 مليار دولار سنويًا، وتتسبب في خسائر إنتاجية بقيمة 168 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل تكلفة أمراض القلب والأوعية الدموية إلى نحو 2 تريليون دولار بحلول عام 2050.

◾ وفي تقرير لمنظمة العمل، فإن الاهتمام بصحة الموظفين، يؤدي إلى عوائد اقتصادية إيجابية، إذ حقق برنامج الصحة الذي تقدمه شركة جونسون آند جونسون لموظفيها (والذي تضمن مراكز لياقة بدنية في الموقع وبرامج تدريب للإقلاع عن التبغ وإدارة الوزن وضغط الدم)، عائدًا إيجابيًا على الاستثمار يقدر بنحو 1.88 إلى 3.92 دولار أميركي لكل دولار يتم إنفاقه على هذا البرنامج.

آخر التحقيقات